توقعات سعر Ethereum لشهر أغسطس 2025: توجه صعودي أم هبوطي؟

Ethereum (ETH)، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، يدخل أغسطس 2025 في لحظة محورية. خلال الشهر الماضي، شهد ETH ارتفاعًا قويًا — إذ ارتفع أكثر من 50٪ في يوليو واقترب لفترة وجيزة من مستوى 4000 دولار لأول مرة منذ أكثر من نصف عام. يأتي هذا الزخم بالتزامن مع احتفال Ethereum بالذكرى العاشرة لتأسيسه، مما يبرز تطوره من منصة عقود ذكية رائدة إلى ركيزة أساسية للتمويل اللامركزي (DeFi) وNFTs والأصول المرمّزة.

بالنسبة للمستثمرين، يطرح أغسطس 2025 سؤالًا مهمًا: هل يمكن لـEthereum الحفاظ على مساره الصاعد، أم أن هناك تصحيحًا يلوح في الأفق؟ مع وجود إشارات فنية قوية، وطلب مؤسسي متزايد من خلال صناديق ETF الفورية لـETH، وعوامل اقتصادية كلية مثل سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي تؤثر على معنويات السوق، قد تحدد الأسابيع القادمة المسار لبقية العام.

التوقعات الفنية: إلى أين يمكن أن يتجه Ethereum بعد ذلك

سعر ETH

المصدر: CoinmarketCap

تعكس حركة سعر Ethereum في أواخر يوليو وأوائل أغسطس 2025 هيكلًا صعوديًا قويًا. في الرسم البياني اليومي، يتم تداول ETH فوق متوسطاته المتحركة لـ20 و50 و100 و200 يوم، مما يشير إلى أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا بقوة. دفعت مسيرة يوليو ETH إلى ارتفاع بلغ حوالي 3940 دولار، أي أقل بقليل من مستوى 4000 دولار النفسي الهام. تمثل هذه المنطقة الآن المقاومة الفورية التي يجب مراقبتها.

تعزز مؤشرات الزخم المشاعر الإيجابية. وصل مؤشر القوة النسبية (RSI) مؤخرًا إلى مستويات بداية الثمانينات، مما يشير إلى حالة تشبع شرائي — إلا أن مثل هذه القراءات قد تدوم لفترات طويلة خلال الاتجاهات الصاعدة القوية. مؤشر التقارب/التباعد للمتوسطات المتحركة (MACD) لا يزال في المنطقة الصاعدة، مع بقاء خط MACD أعلى بكثير من خط الإشارة، ما يدل على استمرار الزخم الصعودي. كما أن أحجام التداول مرتفعة مقارنة ببداية العام، مما يبرز زيادة مشاركة السوق.

تقع مستويات الدعم الرئيسية عند 3600 و3300 دولار. تم اختبار منطقة 3600 دولار عدة مرات حتى الآن وصمدت كقاعدة قوية بعد عمليات تصحيح قصيرة المدى. أي كسر دون هذا المستوى قد يفتح الباب للوصول إلى 3300 دولار — وهي منطقة تتزامن مع مستوى اختراق سابق من أوائل يوليو. أما من ناحية الصعود، فإن إغلاق يومي حاسم فوق حاجز 4000 دولار من المرجح أن يمهد الطريق للتحرك نحو نطاق 4400–4500 دولار، وهو الحد الأعلى للنطاق الذي ظل Ethereum محصورًا فيه لمعظم الثمانية عشر شهرًا الماضية.

توقعات Ethereum: تفاؤل بحذر

يرى المحللون عمومًا أن الزخم الأخير لـEthereum يشير إلى أن الاتجاه الصاعد قد يستمر خلال أغسطس، رغم اختلاف الآراء حول حجم المكاسب المحتملة. تشير التوقعات المتفائلة إلى إمكانية تجاوز ETH حاجز الـ 4000 دولار على المدى القصير، مما قد يفتح المجال لتحقيق مزيد من المكاسب نحو منتصف نطاق 4000 قبل نهاية العام. تستند هذه الرؤى إلى الأساس الفني القوي لـEthereum، وتدفقات رأس المال المؤسساتية المتزايدة، واعتماد الشبكة المتنامي لمنصات DeFi وNFTs والأصول المرمّزة.

تسلط التوقعات الأكثر حذرًا الضوء على مخاطر حدوث تصحيح قصير الأجل بعد ارتفاع يوليو بنسبة 50٪. التقلبات المرتفعة وجني الأرباح من قبل المتداولين واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي قد تحد من الصعود في الأسابيع المقبلة. تشير تحركات أسواق الخيارات إلى أن بعض اللاعبين الكبار يتحضرون لاحتمال الهبوط، حتى مع بقاء الشعور العام إيجابيًا. وفقًا لهذا التصور، من المرجح أن يشهد أغسطس اختبارًا لمستويات أسعار حرجة، ويتطلب استمرار التحرك أعلى الـ 4000 دولار لتأكيد استعادة الزخم الصعودي.

أداء أغسطس التاريخي: اتجاهات صاعدة وهبوطية

كان أغسطس تاريخيًا شهرًا متقلبًا بالنسبة لـEthereum، حيث تتأثر النتائج بشكل كبير بالدورة السوقية العامة. ففي سنوات السوق الصاعدة، حقق ETH مكاسب استثنائية—لا سيما في أغسطس 2017، حين ارتفع أكثر من 90٪ بالتزامن مع النمو المتفجر للسوق الرقمية. سنوات ما بعد الانقسام النصفي، مثل 2017 و2021، كانت قوية بشكل خاص، حيث تفوقت متوسط الأرباح في أغسطس بشكل ملحوظ على المتوسط الشهري طويل الأجل. وغالبًا ما يُعزى هذا الدفع الموسمي إلى التفاؤل المتجدد بالسوق بعد انقسام Bitcoin، مما يعزز القطاع بالكامل.

ولكن، شهد أغسطس أيضًا بعض أقوى التراجعات لـEthereum خلال مراحل السوق الهبوطية. ففي 2018، على سبيل المثال، انخفض ETH بأكثر من 30٪ مع حدوث تصحيح للسوق بسبب فقاعة ICO. وتظهر البيانات التاريخية أنه في أكثر من نصف أشهر أغسطس الماضية، أنهى ETH الشهر في المنطقة الحمراء مع متوسط عائدات سلبي قليلًا. هذا السجل المختلط يشير إلى أن أغسطس قد يجلب مكاسب كبيرة في الظروف المناسبة، لكنه يمكن بسهولة أن يشهد شهرًا من التماسك أو التصحيح إذا فقد الزخم قوته.

العوامل الاقتصادية الكلية والمحفزات الخاصة بالكريبتو

يمكن أن تؤثر عدة عوامل اقتصادية كلية وخاصة بالقطاع على مسار سعر Ethereum في أغسطس 2025. من الجانب الاقتصادي الكلي، تظل سياسة أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي محركًا حاسمًا لمعنويات الأصول ذات المخاطر. فقد أدى قرار الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة في أواخر يوليو إلى تهدئة التوقعات بشأن تخفيضات قريبة، مما أثر لفترة وجيزة على أسواق الكريبتو. كما أن التطورات الجيوسياسية الأوسع، مثل التوترات التجارية الأخيرة وإعلانات فرض الرسوم الجمركية، أوجدت أيضًا تقلبات قصيرة الأجل، مما أدى إلى موجات بيع سريعة في السوق تلتها انتعاشات متسارعة مع دخول مشترين الانخفاضات.

أما داخل مجال الكريبتو، فيواصل الطلب المؤسساتي لعب دور رئيسي في دعم سعر Ethereum. إذ شهدت صناديق التداول الفورية لـETH تدفقات متواصلة خلال الشهر الماضي، حيث أدت عمليات الشراء بصافي مليارات الدولارات إلى تقليص العرض المتوفر في البورصات. وتزامن هذا الطلب المتزايد من المستثمرين الكبار مع ارتفاع مستمر في نشاط التكديس، مما زاد من تجميد ETH وضيق السيولة السوقية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي ترقية "Dencun" القادمة لـEthereum — والمُتوقع أن تخفض بشكل كبير رسوم المعاملات على الطبقة الثانية — إلى تعزيز كفاءة الشبكة وجذب مزيد من المستخدمين. مجتمعة، توفر هذه العوامل خلفية داعمة لارتفاع الأسعار، حتى مع استمرار ارتفاع التقلبات بسبب الضبابية الكلية.

الخلاصة

مع دخول أغسطس 2025، يقف Ethereum عند مفترق طرق تقني ونفسي. من الجانب الصعودي، يظل هيكل السعر مواتيًا—يتداول ETH أعلى بكثير من مناطق الدعم الرئيسية، ولا تزال مؤشرات الزخم إيجابية، وتستمر التدفقات المؤسسية عبر صناديق ETF الفورية في تضييق المعروض. يمكن أن تعزز التحسينات القادمة على الشبكة من فائدة Ethereum واعتمادها، بينما تمثل الاتجاهات التاريخية لأداء قوي ما بعد الانقسام النصفي مصدر تفاؤل إضافي. في حال حدوث اختراق حاسم وإغلاق مستدام فوق مقاومة 4000 دولار، فقد يكون ذلك دافعًا لموجة ارتفاع أخرى، مستهدفًا ربما نطاق 4400–4500 دولار قبل نهاية الشهر.

أما من الجانب الهبوطي، تجعل المكاسب السريعة خلال يوليو Ethereum عرضة لتراجعات قصيرة الأجل. القراءات الفنية المبالغ فيها، وجني الأرباح من قبل المتداولين، والصدمات الاقتصادية الكلية الخارجية — مثل تغييرات السياسات أو التوترات الجيوسياسية — قد تؤدي إلى تصحيحات حادة. أي هبوط دون 3600 دولار سيضعف الحجة الصعودية ويزيد من احتمال إعادة اختبار منطقة 3300 دولار. في الوقت الحالي، تميل دلالات السوق نحو الاستمرار في القوة، ولكن يجب على المستثمرين البقاء يقظين إزاء كل من الاحتمالات الصعودية والمخاطر التي قد تغير معنويات السوق بسرعة.

سجّل الآن واكتشف عالم العملات الرقمية الرائع في Bitget!

إخلاء مسؤولية: الآراء الواردة في هذه المقالة لأغراض إعلامية فقط. لا تشكل هذه المقالة مصادقة على أي من المنتجات أو الخدمات المذكورة أو نصيحة استثمارية أو مالية أو تجارية. يجب استشارة خبراء مؤهلين قبل اتخاذ أي قرارات مالية.