سجّلت صناديق تداول البيتكوين الفورية تدفقاتٍ خارجة صافية بلغت 196.18 مليون دولار أميركي في 5 أغسطس، وفقًا لمنصة SoSoValue. ويُعدّ هذا اليوم الرابع على التوالي من الخسائر التي تُمنَى بها منتجات الاستثمار في العملات الرقمية المُدرجة في الولايات المتحدة، ما يُشير إلى تراجع في ثقة المستثمرين على خلفية حالة من عدم اليقين في السوق وانخفاض ملحوظ في شهية المخاطرة.
وقد تصدّر صندوق FBTC التابع لشركة “فيدليتي” قائمة الخسائر اليومية، بتسجيله تدفقات خارجة بلغت 99.11 مليون دولار أميركي. وتبعه صندوق IBIT التابع لشركة “بلاك روك” بخسارة قدرها 77.42 مليون دولار، بينما سجّل صندوق GBTC التابع لـ “غراي سكايل” خروجًا بلغ 19.65 مليون دولار. وبذلك، شكّلت هذه الصناديق الثلاثة معًا النسبة الأكبر من التدفقات الخارجة لهذا اليوم، ما يعكس ضغطًا متزايدًا على هذه الأدوات الاستثمارية.
ورغم هذه الخسائر اليومية، لا تزال بعض الصناديق تحتفظ بزخم قوي. فعلى سبيل المثال، يمتلك صندوق FBTC أصولًا تحت الإدارة بقيمة 22.86 مليار دولار أميركي، مع تدفقات داخلية تراكمية تُقدَّر بـ 11.94 مليار دولار. أما صندوق IBIT، فلا يزال في طليعة السوق من حيث إجمالي الأصول المُدارة، والتي تبلغ حاليًا 83.81 مليار دولار أميركي، مما يعكس ثقة مؤسسية مستمرة في هذه الأداة الاستثمارية الرقمية.
في المقابل، لم تُسجَّل أي تدفقات داخلية أو خارجية لصناديق مثل ARKB وBITB وHODL، ما يدل على حالة من الترقب أو التردد في قرارات المستثمرين، ويُبرز تباينًا في التوجهات ضمن سوق صناديق التداول الفورية.
وعلى الرغم من موجة التدفقات الخارجة الأخيرة، إلّا أن الوضع العام لا يزال إيجابيًا. فقد بلغ إجمالي التدفقات التراكمية الصافية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة الفورية لبيتكوين الأميركية حوالي 53.65 مليار دولار حتى 5 أغسطس، في حين وصل إجمالي الأصول الصافية لهذه الصناديق إلى 146.18 مليار دولار. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصناديق تستحوذ الآن على ما يقرب من 6.46% من إجمالي المعروض من بيتكوين، ما يُبرز دورها المتنامي في تسهيل تبني العملات الرقمية على المستوى المؤسسي.
من حيث أداء الأسعار، انخفضت معظم صناديق التداول الفورية بنحو 1% خلال اليوم نفسه، إلا أن حجم التداول بقي مرتفعًا، مما يدل على بقاء الاهتمام قوياً. فقد شهد صندوق IBIT تداولات بقيمة 2.02 مليار دولار، بينما تعامل FBTC مع ما يُقارب 270.56 مليون دولار. كما حقق كل من GBTC وصندوق BTC تداولاتٍ مشتركة بلغت 200 مليون دولار، ما يُعزز الفكرة بأن السوق لا يزال نشطًا رغم الانسحابات.
ويرى بعض المحللين أن موجة التدفقات الخارجة هذه تمثل تباطؤًا طبيعيًا بعد أشهر من الزخم الإيجابي والتدفقات الداخلة المستمرة. ويُعززون وجهة نظرهم بغياب أية أخبار سلبية جوهرية قد تدفع المستثمرين للخروج. من جهة أخرى، يُشير مراقبون إلى عوامل الاقتصاد الكلي العالمية، بما في ذلك مؤشرات التضخم وتوقعات تغيّر أسعار الفائدة، كمحركات محتملة وراء هذا الاتجاه الحذر.
