في خطوة لافتة تعكس تزايد الاهتمام المؤسسي بالأصول الرقمية، ضاعف نظام التقاعد في ولاية ميشيغان استثماراته في بيتكوين ثلاث مرات خلال الربع الثاني من العام. فقد أعلن الصندوق عن استحواذه على 300,000 سهم من صندوق ARK 21Shares Bitcoin ETF، بقيمة تقديرية بلغت 11.4 مليون دولار أميركي.
ويمثل هذا الرقم زيادة كبيرة مقارنةً بـ100,000 سهم كانت قد أُبلِغت سابقًا في 31 مارس، وذلك وفقًا لنموذج الإفصاح المالي (13F) الذي قُدِّم يوم الإثنين إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. ويُعد هذا التحرك دليلًا على ثقة متنامية في الأصول الرقمية من قبل الجهات الاستثمارية الحكومية، رغم التقلّبات التي تشهدها السوق.
تجدر الإشارة إلى أن صندوق التقاعد في ميشيغان، الذي يشرف على أصول تبلغ قيمتها نحو 19.3 مليار دولار أميركي، بات الآن يمتلك حصصًا كبيرة في منتجات استثمارية رقمية مرتبطة بكل من بيتكوين وإيثيريوم، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع المحفظة الاستثمارية.
وفي هذا السياق، صرّح غانيش ماهيدار، الخبير الاستثماري في شركة Further Ventures، لموقع Decrypt قائلًا: “تعمل صناديق التقاعد بناءً على قواعد تتعلق بالقيمة السوقية المتداولة لأي أصل، واحتمالية الارتفاع، وأقصى معدلات الانخفاض”. وأوضح أن أحد الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها هذه الصناديق هو نسبة شارب، وهي مقياس يساعد في تقييم مقدار العائد الذي يتم تحقيقه مقابل درجة المخاطرة.
وأضاف ماهيدار: “من خلال المراقبة الدقيقة لنسبة شارب، فإن بيتكوين باتت تدخل ضمن هذه المؤشرات منذ فترة، وهذا ما ينعكس الآن في هذه المشتريات”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هذه الاستثمارات “لا تزال متفائلة بحذر”، إذ تشكّل أقل من 0.1% من المحفظة النقدية للصندوق، مما يوفّر له حماية جزئية من الانخفاضات الكبيرة المحتملة في السوق.
علاوةً على ذلك، لا تقتصر استثمارات الصندوق على بيتكوين فقط، إذ يحتفظ بمركز منفصل في سوق العملات الرقمية من خلال امتلاكه 460,000 سهم من صندوق Grayscale Ethereum Trust (ETHE)، تُقدّر قيمتها الحالية بحوالي 13.6 مليون دولار أميركي، وهو مركز استثماري لم يتغير منذ سبتمبر 2024.
على صعيد أوسع، تتجه صناديق التقاعد الحكومية في الولايات المتحدة بشكل متزايد إلى الأصول الرقمية، إذ يمتلك مجلس الاستثمار في ولاية ويسكونسن الآن أكثر من 6 ملايين سهم من صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة بلاك روك، بقيمة إجمالية تصل إلى 387.3 مليون دولار أميركي، وهو ما يؤكد اتساع رقعة الاعتماد المؤسسي على هذه الأصول.
ومع ذلك، فإن هذه الثقة لم تمنع من تسجيل بعض التراجعات المؤقتة. فقد شهدت صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة تدفقات خارجية متواصلة لأربعة أيام متتالية، بلغت في مجموعها نحو 1.4 مليار دولار، وذلك وفقًا لبيانات Farside Investors. ورغم هذا التراجع العام، لم يسجّل صندوق ARKB سوى تدفق خارجي واحد خلال تلك الفترة، بلغت قيمته 5.1 مليون دولار يوم الجمعة الماضي، ما يدل على استمرار جزئي في ثقة المستثمرين به.
من جهة أخرى، تستمر التوقعات الإيجابية في دعم الزخم حول بيتكوين. فقد توقّع بنك ستاندرد تشارترد أن يصل سعر بيتكوين إلى 200,000 دولار أميركي بنهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أن صناديق التقاعد ستقود جزءًا كبيرًا من هذا النمو المستقبلي.
وفي تقرير أصدره في فبراير، أوضح البنك أن “التدفقات المؤسسية إلى بيتكوين في عام 2025 من المرجّح أن تتجاوز مستويات عام 2024، ومن المتوقع أن يكون رأس المال الجديد مصدره الأساسي صناديق طويلة الأجل، خاصة تلك المصنّفة كـ’صناديق تقاعد'”. وأضاف التقرير: “إذا ما تم اتخاذ إجراءات تنظيمية إيجابية، كما نتوقع، فإن التدفقات المؤسسية ستستمر في دعم هذا المسار الصعودي”.
