تجاوزت عملة البيتكوين توترات السوق التي سادت الأسبوع الماضي، لتستعيد مكانتها بالقرب من مستوى 117,500 دولار أميركي، وذلك عقب الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب عن اختياره للخبير الاقتصادي ستيفن ميران لعضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في بيان نُشر يوم الخميس عبر منصة “تروث سوشيال”، أوضح ترامب أن ميران، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين وأحد أبرز الداعمين للبيتكوين، سيشغل المقعد الذي أصبح شاغرًا برحيل أدريانا كوغلر، وسيستمر في منصبه حتى 31 يناير 2026.
وأشاد ترامب بخبرة ميران الاقتصادية، واصفًا إياها بأنها “لا مثيل لها”، كما أشار إلى أنه “خدم بتميّز” خلال فترة إدارته الأولى عام 2016. وتجدر الإشارة إلى أن ميران سبق أن شغل منصبًا في وزارة الخزانة، وعبّر علنًا في عدة مناسبات عن دعمه لعملة البيتكوين.
في السياق ذاته، صرّح جريج ماجاديني، مدير المشتقات في شركة “أمبرداتا”، بأن تعيين ميران يُفسَّر من قبل المتداولين على أنه إشارة إلى تحول محتمل نحو سياسة نقدية أكثر مرونة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة من إدارة ترامب. وقال ماجاديني لموقع “ديكريبت”: “من المتوقع أن يكون ميران متساهلًا، وهو ما يتماشى مع ما يريده ترامب”، مضيفًا: “ويبدو أن رد فعل السوق يعكس هذا التوجه”.
مع ذلك، حذّر ماجاديني من وجود مخاطر هيكلية أعمق قد تنشأ في حال فقدان الاحتياطي الفيدرالي لاستقلاليته، قائلًا: “إذا عجز الاحتياطي الفيدرالي عن مقاومة التضخم نتيجة تدخل سياسي، فقد نكون بصدد تكرار مصغّر لفترة السبعينيات”. وأوضح: “في ذلك العقد، انهار نظام بريتون وودز، وقفز سعر الذهب من 35 دولارًا للأونصة في عام 1970 إلى 700 دولار في عام 1980، وهي بيئة تُشبه ظروف اليوم من حيث ضعف مزادات سندات الخزانة الأميركية، وارتفاع أسعار الذهب، والغموض المحيط بسياسات الاحتياطي الفيدرالي”.
ويُذكر أن نظام بريتون وودز كان إطارًا نقديًا عالميًا بعد الحرب العالمية الثانية، ربط العملات بالدولار الأميركي القابل للتحويل إلى ذهب. واستمر هذا النظام حتى عام 1973، حين تحوّل العالم إلى نظام أسعار صرف عائمة.
وفي ظل استمرار الضغوط التضخمية، أكد ماجاديني أن المستثمرين يراقبون عن كثب تحركات الاحتياطي الفيدرالي. فقد بلغت القراءة الأخيرة لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي 2.6٪، متجاوزةً هدف الفيدرالي البالغ 2٪، ومتوسط الأشهر الثلاثة السابقة البالغ 2.3٪.
وأضاف: “شهدت مزادات سندات الخزانة الأميركية مؤخرًا ضعفًا في الطلب، فيما واصلت أسعار الذهب ارتفاعها، ما يشير إلى أن السوق يرى في هذه المؤشرات دلالات تضخمية واضحة”.
وفي هذا الإطار، ورغم أن البيتكوين غالبًا ما يُشار إليها بـ”الذهب الرقمي”، أشار ماجاديني إلى أن القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات الرقمية لا تزال صغيرة نسبيًا مقارنةً بالأصول التقليدية. وختم بقوله: “قيمة شركة NVIDIA وحدها تفوق القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية مجتمعة، أكثر من 5,000 عملة رقمية، وسهم واحد يفوقها جميعًا. لذلك، أرى أن هناك مجالًا واسعًا لنمو سوق العملات الرقمية، خاصة إذا تصاعدت المخاوف من التضخم”.
