تُعدّل شركة “ستراتيجي” التابعة لمايكل سايلور قواعد تمويلها، مُخففةً القيود على مبيعات الأسهم بعد أسابيع قليلة فقط من تعهّدها بتشديد هذه القواعد.
ووفقًا لتقرير صادر عن بلومبرغ في 18 أغسطس، يمنح هذا التغيير الشركة، التي تعتمد بشكل كبير على بيتكوين، مرونةً أكبر في جمع الأموال، خصوصًا مع تقلّص علاوة أسهمها على حيازاتها من بيتكوين.
في السابق، وعدت الشركة بعدم إصدار أسهم جديدة إذا تم تداول أسهمها بأقل من 2.5 ضعف قيمة حيازاتها من بيتكوين، وهو ما أطلق عليه سايلور “علاوة القيمة الصافية للأصول”. وكان الهدف من هذا الحد طمأنة المستثمرين القلقين من احتمال انخفاض قيمة الأصول. ولم يُسمح بالاستثناءات إلا لتغطية فوائد الديون أو أرباح الأسهم الممتازة.
غير أنّ السياسة المُحدّثة تمنح الشركة مساحة أوسع؛ إذ تسمح الآن بإصدار أسهم أقل من عتبة 2.5 ضعف “عندما يُعتبر ذلك مفيدًا للشركة”. ووفقًا لمحللين مثل برايان دوبسون من “كلير ستريت”، فإن هذه الصياغة الإضافية تُتيح لسايلور قدرًا أكبر من الانتهازية في تمويل مشتريات بيتكوين.
يأتي هذا التحول في ظلّ حالة من عدم اليقين بشأن الطلب على برنامج الأسهم المفضلة للشركة، وهو منتج أسهم دائم جديد كشف عنه سايلور في يوليو الماضي. وقد واجهت شهية المستثمرين تحدياتٍ متزايدة، نتيجة انخفاض علاوات أسهم ستراتيجي وتنامي المنافسة من صناديق تداول بيتكوين الفورية وشركات خزائن العملات الرقمية الأخرى.
وعلاوة على ذلك، تباطأت وتيرة تراكم بيتكوين لدى ستراتيجي. فقد كشفت الشركة في 18 أغسطس أنها اشترت 430 بيتكوين مقابل 51.4 مليون دولار خلال أسبوع واحد فقط، وذلك بعد أن اشترت 155 بيتكوين في الأسبوع السابق. وبذلك، بلغ إجمالي ما تمتلكه الشركة الآن 629,376 بيتكوين، تم شراؤها بمتوسط سعر 73,320 دولارًا. ومع تداول بيتكوين بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية عند حوالي 119,666 دولارًا، فإن ستراتيجي تُسجل مكاسب غير محققة تتجاوز 26 مليار دولار.
على الرغم من هذه المكاسب الكبيرة، انخفض سهم ستراتيجي بنسبة 22% منذ أن بلغ مستوى قياسيًا في نوفمبر، في حين ارتفعت بيتكوين بنسبة 23% خلال الفترة نفسها. وقد دفع هذا التباين بائعين على المكشوف مثل جيم تشانوس إلى التساؤل عمّا إذا كانت سلاسل إصدارات الأسهم الممتازة الأربع للشركة قادرة فعلًا على تعويض تراجع مبيعات الأسهم في السوق.
إلى ذلك، يُظهر التعديل الأخير في قواعد التمويل مدى سرعة اختبار استراتيجية سايلور الجريئة. فبينما قد يُطمئن تخفيف القيود قدرة الشركة على مواصلة بناء احتياطياتها من بيتكوين، إلا أنّه يسلّط الضوء أيضًا على المخاوف المتزايدة للمستثمرين بشأن تقلبات العملة الرقمية واستدامة الأصول على المدى الطويل.
