أشار المؤسس الشريك لشركة “ستراتيجي”، “مايكل سايلور”، إلى أن الشركة تستعد لعملية شراء كبيرة أخرى من بيتكوين، في خطوة قد تُعزز مكانتها كأكبر شركة مالكة للأصل الرقمي على مستوى العالم.
وإذا ما تم تأكيد هذه العملية، فستكون ثالث عملية شراء للشركة خلال شهر أغسطس، وهو ما يعكس إصرارها على تعزيز استراتيجيتها الاستثمارية القائمة على بيتكوين. ففي وقت سابق من الشهر نفسه، تمكنت ستراتيجي من جمع 430 بيتكوين بقيمة تتجاوز 51 مليون دولار، مما رفع إجمالي حيازتها إلى أكثر من 629,000 بيتكوين، وهي كمية تُقدر قيمتها السوقية الحالية بأكثر من 72 مليار دولار. ووفقًا لبيانات SaylorTracker، فإن الشركة تجني أرباحًا غير محققة تصل إلى 25.8 مليار دولار، بزيادة تفوق 56% على إجمالي استراتيجيتها.
ورغم النبرة المتفائلة، فإن وتيرة عمليات الاستحواذ الأخيرة بدت متواضعة نسبيًا مقارنة بنهج الشركة المعتاد، حيث اشتهرت ستراتيجي بجمع آلاف البيتكوين دفعة واحدة. غير أنها في أغسطس لم تُضف سوى 585 بيتكوين عبر صفقتين فقط. ومع ذلك، فإن هذه المشتريات الصغيرة تؤكد التزام سايلور الثابت بجعل بيتكوين حجر الزاوية في تمويل الشركات العالمية، حيث يواصل دعمه للأصل الرقمي بين المؤسسات والمستثمرين الأفراد، في إطار حملة ساهمت في ترسيخ فكرة “الذهب الرقمي” داخل مجالس الإدارة حول العالم.
وفي هذا السياق، أوضح أمين صندوق ستراتيجي، “شيريش جاجوديا”، أن مشتريات الشركة لا تؤثر بشكل مباشر على سعر بيتكوين، وذلك لأن عمليات الاستحواذ تتم عبر صفقات خارج البورصة (OTC) بدلًا من المنصات العامة، ما يجعلها بعيدة عن تقلبات السوق اليومية. وقال في مقابلة حديثة: “يبلغ حجم تداول بيتكوين اليومي نحو 50 مليار دولار. إن شراء مليار دولار على مدى بضعة أيام لا يُحدث الأثر الذي يتخيله الكثيرون”.
ومن جهة أخرى، يرى جاجوديا أن دور المتداولين والمضاربين يقتصر على تحريك التقلبات قصيرة الأجل، بينما تساهم الشركات ذات الرؤية طويلة المدى، مثل ستراتيجي، في رفع الحد الأدنى لسعر بيتكوين بشكل مستمر، من خلال تقليل المعروض المتداول في السوق. وهكذا يتضح أن استراتيجيات الشراء المؤسسية لا تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب مباشرة، بل إلى ترسيخ قيمة بيتكوين كأصل استراتيجي مستدام.
