طوال أسبوع كامل، اجتذبت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية أموالًا تفوق تلك التي استقطبتها صناديق تداول البيتكوين الفورية، مما يعكس تحولًا واضحًا في توجهات المستثمرين نحو كيفية تخصيص أموالهم.
فقد سجلت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية تدفقات إجمالية بلغت 1.83 مليار دولار أميركي خلال الفترة من 21 إلى 27 أغسطس، في حين لم تجتذب صناديق البيتكوين سوى 171 مليون دولار أميركي فقط في الفترة نفسها. ووفقًا لبيانات SoSoValue، تمكنت صناديق الإيثيريوم من تحقيق 307.2 مليون دولار خلال جلستها الأخيرة، بينما لم تتجاوز التدفقات الصافية لصناديق البيتكوين 81.3 مليون دولار.
ويمثل هذا الأداء استمرارًا لاتجاه إيجابي متصاعد، إذ تواصل صناديق الإيثريوم تحقيق مكاسب يومية متتالية على مدار أربعة أيام، في الوقت الذي تكافح فيه صناديق البيتكوين لمواكبة هذا التحسن الملحوظ. وخلال شهر أغسطس حتى الآن، استقطبت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية ما يقارب 3.7 مليار دولار أميركي من التدفقات الصافية، بينما شهدت صناديق البيتكوين تدفقات خارجة بلغت نحو 803.4 مليون دولار، نتيجة سحب ضخم وصل إلى 1.17 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس.
الأكثر لفتًا للانتباه هو أن حجم التدفقات الداخلة إلى صناديق تداول الإيثيريوم الفورية يتجاوز قيمتها السوقية مقارنةً بالبيتكوين. فعلى الرغم من أن القيمة السوقية للإيثيريوم أصغر بكثير من البيتكوين، إلا أن الصناديق المرتبطة بها استقطبت أكثر من عشرة أضعاف رأس المال خلال خمسة أيام تداول فقط.
ويأتي هذا التحول ليعكس انعكاسًا في المشهد الاستثماري، إذ كان الوضع مغايرًا في وقت سابق من العام عندما سيطرت صناديق تداول البيتكوين الفورية على المكاسب الأسبوعية والشهرية، بينما بقي أداء الإيثيريوم ضعيفًا. اليوم، يرى الكثير من المستثمرين، ولا سيما المؤسسات، أن للإيثريوم إمكانات نمو أكبر في هذه الدورة الصاعدة.
وقد ترافق هذا الإقبال المؤسسي مع ارتفاع مطرد في سعر الإيثيريوم خلال الشهر الماضي، حتى لامس مؤخرًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 4,950 دولارًا. أما البيتكوين، فرغم أنه يتداول حاليًا عند حدود 113,000 دولار أميركي بعد أن هبط في وقت سابق إلى 109,000 دولار، فإنه لا يزال يسجل تراجعًا شهريًا يقارب 5%، ما يشير إلى ضعف في الزخم مقارنةً بالإيثيريوم.
وبالتالي، سمح هذا الفارق في الأداء والتدفقات للمستثمرين بميل الكفة لصالح الإيثيريوم، لا سيما مع اتساع الفجوة في وتيرة التراكم بين الشركات. ففي الأشهر الأخيرة، ارتفع الطلب المؤسسي على الإيثيريوم بشكل ملحوظ، في حين تباطأت مشتريات المؤسسات من البيتكوين، وهو ما يعزز صورة الإيثيريوم كخيار مفضل في المرحلة الراهنة من السوق الرقمية.
