صدر الشريك المؤسس لشركة إيثيريوم، “فيتاليك بوتيرين”، تحذيرًا بشأن التهديدات التي قد تشكلها الحوسبة الكمومية على أمان العملات الرقمية، حيث يُقدَّر أن احتمالية اختراق الحواسيب الكمومية لأنظمة الكريبتو الحديثة قد تصل إلى 20% قبل عام 2030.
ويُعد هذا الجدول الزمني أقصر بكثير مما توقعه معظم الخبراء سابقًا، إذ تُظهر منصة “ميتاكولوس” أن الاختراق المحتمل لأنظمة الكريبتو الحديثة قد يكون في منتصف القرن، حوالي عام 2040. ويأتي تحذير بوتيرين في وقت تعتمد فيه شبكات بلوكتشين بشكل كبير على خوارزميات التشفير لضمان الأمان المستخدمة في حماية معاملات بيتكوين وإيثيريوم.
تستند أنظمة العملات الرقمية الحالية إلى أساليب تشفير لا تستطيع الحواسيب التقليدية اختراقها بسهولة، إلا أن الحواسيب الكمومية تعمل بطريقة مختلفة باستخدام كيوبتات يمكنها معالجة الحسابات المعقدة بشكل أسرع بكثير. وقد أحرزت شركات مثل جوجل وآي بي إم تقدمًا ملحوظًا في تطوير الحوسبة الكمومية، ما قد يجعل أساليب التشفير الحالية عديمة الفائدة إذا ظهر حاسوب كمومي فعال في السنوات المقبلة. فالكمبيوترات الكمومية قادرة على حل مسائل رياضية تستغرق ملايين السنين للأجهزة التقليدية، بما في ذلك تحليل الأعداد الكبيرة التي تشكل أساس أنظمة الكريبتو الحالية.
وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، فإن التقدم السريع لشركات الحوسبة الكمومية أثار مخاوف خبراء الأمن السيبراني، خاصةً أن أي هجوم كمومي ناجح قد يؤثر على البنية التحتية المالية الرقمية بأكملها، بما يشمل العملات الرقمية والأنظمة المصرفية التقليدية على حد سواء.
هذا ويعمل مطورو الكريبتو على ابتكار ما يُعرف بخوارزميات ما بعد الكم لمواجهة هذا التهديد. فقد صُممت هذه الخوارزميات لمقاومة هجمات الحواسيب الكمومية، كما استكشفت إيثيريوم خيارات للترقية وخطط طوارئ متنوعة. ومع ذلك، فإن تبني الحلول المقاومة للحوسبة الكمومية على مستوى القطاع ما زال بطيئًا نسبيًا.
ويجب على بروتوكولات بلوكتشين، وموفري المحافظ الرقمية، ومنصات تداول العملات الرقمية، التحضير لمستقبل الحوسبة الكمومية، إذ يتطلب تطوير أنظمة مقاومة للهجمات الكمومية اهتمامًا فوريًا من مجتمع التشفير. وتُعتبر خوارزميات ما بعد الكم، إلى جانب إثباتات المعرفة الصفرية المتقدمة، من الحلول الواعدة التي تهدف للحفاظ على أمان المعاملات الرقمية حتى في وجود حواسيب كمومية قوية.
ولا يقتصر الخطر على كشف البيانات فقط، بل يمتد إلى سلامة أنظمة البلوكتشين نفسها، ما يجعل التحرك السريع في قطاع العملات الرقمية أمرًا ضروريًا. ويُعد تقدير بوتيرين البالغ 20% بمثابة دعوة للتحرك، مؤكدًا على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية قبل وصول الحوسبة الكمومية إلى مرحلة النضوج الكامل.
