"سبتمبر الجحيم" يقترب، وBitcoin يواجه أكثر الشهور قسوة!

مراجعة السوق في أغسطس

عند النظر إلى شهر أغسطس بأكمله، كان سوق العملات المشفرة في حالة من الحماس الشديد. سجل Bitcoin أعلى مستوى تاريخي جديد في 13 أغسطس، حيث وصل إلى 124,457 دولارًا، ومع ذلك، وخلال أقل من نصف شهر، انخفض السعر بسرعة إلى ما دون 108,000 دولار، وفي 29 أغسطس وصل إلى 107,500 دولار.

عند مراجعة السنوات القليلة الماضية، غالبًا ما يتبع Bitcoin تصحيح حاد بعد تحقيقه أعلى مستوياته التاريخية. هذا ليس حدثًا منفردًا، بل هو تصحيح طبيعي للأصول في بيئة عالية التقلب. صرح الرئيس التنفيذي لشركة Douro Labs، Mike Cahill: "السوق لا يتحرك دائمًا في اتجاه واحد، وتصحيح بنسبة 10% إلى 15% أمر شائع جدًا في أصول مثل Bitcoin."

الدوافع المباشرة للهبوط: تصريف الحيتان وتحويل الأصول

تأثير "تبديل المحافظ" لدى الحيتان

تشير بيانات السلسلة إلى أن تحركات الحيتان المركزة قد تكون عاملًا رئيسيًا في هذا التصحيح.

في 24 أغسطس، قام عنوان محفظة مرتبط بـ Bitcoin بقيمة 5 مليارات دولار بتحويل ما يقارب 800 مليون دولار من BTC إلى منصة Hyperunit، مما جذب انتباه السوق. وبعد خمسة أيام فقط، في الساعة 10:57 صباحًا من 29 أغسطس، قام نفس العنوان بتحويل 2000 وحدة Bitcoin على دفعتين، بقيمة إجمالية تزيد عن 216 مليون دولار. بعد ذلك، تم تقسيم هذه الكمية من Bitcoin إلى معاملات صغيرة وتم تحويلها تدريجيًا إلى Ethereum، ليصل مجموع ما تم استبداله إلى 42,750 وحدة ETH، وتم نقلها بسرعة خارج المحفظة.

هذه التحركات لا تجلب فقط ضغط بيع فعلي، بل تؤثر أيضًا على معنويات السوق. نظرًا لأن المستثمرين الأفراد والأموال المتابعة غالبًا ما يقلدون تصرفات الحيتان، فمن السهل تضخيم مشاعر البيع، مما يدفع سعر Bitcoin إلى مزيد من الانخفاض. وهذا ليس حالة منفردة. في أغسطس من هذا العام، قامت حيتان أخرى بعمليات تحويل أصول مماثلة، حيث قام بعض حاملي الأصول على المدى الطويل بنقل أكثر من 80,000 وحدة Bitcoin دفعة واحدة، وهو رقم قياسي تاريخي.

تؤدي معاملات تبديل المحافظ بهذا الحجم إلى تأثيرين مباشرين:

• صدمة العرض: دخول كمية كبيرة من BTC إلى السوق في وقت قصير يخلق ضغطًا هبوطيًا على الأسعار.

• المعنويات السوقية: غالبًا ما يتبع المستثمرون الأفراد وأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة تحركات الحيتان، مما يزيد من التقلبات.

تدفق الأموال من Bitcoin إلى Ethereum

بالتوازي مع تبديل الحيتان لمحافظهم، يشهد السوق أيضًا تغيرًا هيكليًا في تدفق الأموال. تظهر البيانات أن هيمنة Bitcoin في السوق انخفضت من 66% إلى 57% منذ بداية أغسطس، بينما اجتذبت صناديق Ethereum ETF تدفقات صافية بلغت 4 مليارات دولار، متجاوزة بكثير صناديق Bitcoin ETF. أصبحت رؤوس أموال وول ستريت تميل بشكل متزايد إلى اعتبار ETH "سهم نمو تقني"، ولم تعد تعتمد فقط على Bitcoin كـ"ذهب رقمي".

هناك عدة أسباب وراء هذا الاتجاه. أولاً، إن إمكانيات النمو التي تقدمها Ethereum في مجالات DeFi والعملات المستقرة وتطبيقات Web3 تجعلها أكثر توافقًا مع منطق الاستثمار المؤسسي. ثانيًا، بدأت بعض الشركات بالفعل في إدراج Ethereum ضمن تخصيص أصولها المالية. وأخيرًا، يزداد تقبل السوق الأمريكي لصناديق Ethereum ETF، خاصة تلك التي تتعلق بعوائد الستاكينج، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأنها في أكتوبر، مما قد يعزز تدفق الأموال إليها.

تبديل كبير في المحافظ من BlackRock

بعيدًا عن الحيتان، تؤثر تحركات المؤسسات أيضًا بشكل عميق على السوق. أظهرت BlackRock، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، نشاطًا ملحوظًا في أغسطس. في 14 أغسطس، جاءت بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) أعلى بكثير من المتوقع، مما أدى إلى تدهور سريع في معنويات السوق في ذلك اليوم، لكن BlackRock قامت بالشراء بشكل كبير عكس الاتجاه، حيث زادت من حيازتها في iShares Bitcoin Trust وiShares Ethereum Trust بأكثر من مليار دولار من BTC وETH، بما في ذلك 4,428 وحدة Bitcoin و105,900 وحدة Ethereum.

ثم في 18 و19 أغسطس، واصلت BlackRock تعزيز مشترياتها، حيث اشترت أصول تشفير بقيمة 750 مليون دولار في يومين فقط. وبحلول 29 أغسطس، رصد السوق أن المحفظة المرتبطة بـ BlackRock قامت بتحويل عدة معاملات كبيرة متتالية بقيمة 300 وحدة BTC لكل منها، بقيمة تقارب 33.5 مليون دولار لكل معاملة. وعلى الرغم من اختلاف تفسيرات هذه التحركات، إلا أن حجمها وإيقاعها يشير إلى أنها أقرب إلى تسوية وإعادة توازن أموال منتجات ETF.

حاليًا، يبلغ إجمالي قيمة أصول التشفير التي تديرها BlackRock حوالي 98.95 مليار دولار، منها 746,016 وحدة Bitcoin (بقيمة تقارب 82.4 مليار دولار، بنسبة 83%) و3.76 مليون وحدة Ethereum (حوالي 16.5 مليار دولار، بنسبة 16.7%). وعلى الرغم من أن Bitcoin لا تزال هي الأصل الأساسي، إلا أن حصة Ethereum ترتفع بسرعة، مما يدل على تحول استراتيجي في تخصيص الأصول لدى هذه المؤسسة.

البيئة الكلية: الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات أسعار الفائدة

بعيدًا عن صراع السلسلة والمؤسسات، تظل البيئة الاقتصادية الكلية خلفية مهمة تضغط على سعر Bitcoin. في منتصف أغسطس، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي لشهر يوليو بنسبة 0.9% على أساس سنوي، متجاوزًا توقعات السوق البالغة 0.2%، مما زاد من مخاوف التضخم. في مثل هذه البيئة، تستمر السياسات ذات أسعار الفائدة المرتفعة في كبح شهية المخاطرة، ويتعرض Bitcoin بطبيعة الحال لضغوط هبوطية.

ومع ذلك، ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي Jerome Powell في نهاية أغسطس إلى إمكانية بدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر لمواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي. هذه الإشارة تعتبر سيفًا ذا حدين للسوق: على المدى القصير، يؤدي استمرار أسعار الفائدة المرتفعة إلى بقاء الأموال حذرة؛ ولكن بمجرد تنفيذ خفض الفائدة، من المتوقع أن تشهد الأصول ذات المخاطر، بما في ذلك Bitcoin وEthereum، دفعة جديدة من السيولة.

توقعات السوق: تذبذب وبناء قاعدة أم اختبار قاع جديد؟

من الناحية الفنية، فقد Bitcoin مستوى الدعم عند 110,000 دولار في أغسطس، ويقع الحاجز المهم التالي بالقرب من 100,000 دولار، وهو موقع متوسط 200 يوم ومنطقة الاختراق السابقة. إذا تم كسره، فقد ينخفض السعر أكثر إلى نطاق 95,000 إلى 97,000 دولار. أما Ethereum فهو حاليًا عند 4,318 دولارًا، والدعم الرئيسي التالي عند 3,900 دولار، وإذا تم كسره، فسوف يتضرر هيكل الارتداد السابق.

تشير البيانات التاريخية إلى أن سبتمبر غالبًا ما يكون من أضعف الأشهر أداءً للأصول ذات المخاطر. سواء في الأسهم الأمريكية أو العملات المشفرة، يكون متوسط العائد في سبتمبر أقل بكثير من المتوسط السنوي. لذلك، إذا واصل Bitcoin التصحيح خلال هذه الفترة، فلن يكون ذلك مفاجئًا.

لكن على المدى الأطول، لا يزال التحول في السياسات النقدية الكلية ودخول المؤسسات المستمر يوفران دعمًا قويًا لآفاق Bitcoin وEthereum المستقبلية. الفرق هو أن هيكل تدفق الأموال يميل بشكل متزايد لجعل ETH المفضل الجديد في وول ستريت. قد يظل BTC هو "الذهب الرقمي"، لكن ETH أصبح تدريجيًا يلعب دور "سهم النمو التقني".