يدخل برنامج الدرهم الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة جديدة من التطوير، حيث أعلن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي (CBUAE) عن تعيين “ديف هدسون” رئيسًا للعمليات. ويأتي هذا التعيين قبل أشهر قليلة من الموعد المرتقب لتقديم البنك المركزي تحديثًا جوهريًا حول المشروع في نوفمبر المقبل.
يُذكر أن “هدسون” يمتلك خبرة تفوق ثماني سنوات في شركة R3، شغل خلالها عدة مناصب عليا، من بينها ما يقارب خمس سنوات كرئيس للهندسة. وخلال مسيرته في الشركة، أشرف على العمليات الهندسية العالمية في لندن ودبلن ومومباي، كما قاد الفرق المسؤولة عن محفظة منتجات R3 الموجهة للشركات. والأهم من ذلك، أنه لعب دورًا مباشرًا في تقديم أول حل إنتاجي للعملة الرقمية للبنك المركزي في الإمارات، ما يجعل تعيينه خطوة طبيعية ومتسقة مع المسار التقني لمشروع الدرهم الرقمي.
وفي الوقت ذاته، تولّى أندرو تيرنر، أحد المساهمين في دليل مصرف الإمارات المركزي حول العملات الرقمية للبنوك المركزية، منصبًا جديدًا في هيئة النقد السنغافورية، وفقًا لملفه الشخصي. ويُبرز رحيله في هذه المرحلة طبيعة التحولات القيادية داخل المشروع، في حين يواصل ويلي ليم، وهو مساهم آخر ورد اسمه في الوثائق الرسمية للبنك المركزي وسبق أن عمل في R3، انخراطه في البرنامج بشكل فعّال.
الاستمرارية والنمو
يشير خبراء القطاع إلى أن تغييرات القيادة أمر شائع في مشاريع البنية التحتية المالية الكبرى. وفي هذا السياق، يُنظر إلى انتقال هدسون من R3 إلى مصرف الإمارات المركزي باعتباره عنصرًا يضمن الاستمرارية، إذ ينقل الخبرة التقنية من مزوّد التكنولوجيا إلى الفريق الداخلي للبنك المركزي. ومع هذا التعيين، يسود التفاؤل في السوق بأن مشروع الدرهم الرقمي سيشهد تسارعًا أكبر مع اقتراب موعد الإعلان المرتقب في نوفمبر.
على المدى الطويل، لطالما حدّدت الوثائق الرسمية للدرهم الرقمي أهدافًا رئيسية تتمثل في قابلية البرمجة والتشغيل البيني والامتثال. ومن المتوقع أن يُفصح التحديث القادم عن أبرز الميزات التي ستُدرج في المرحلة الأولى من الإطلاق، إضافة إلى توضيح الكيفية التي سيوجه بها الفريق القيادي الجديد خارطة الطريق للأشهر المقبلة.
ومع ذلك، لم يُصدر مصرف الإمارات المركزي حتى الآن تفاصيل إضافية حول نطاق إعلان نوفمبر، ما يجعل الترقب سيد الموقف بانتظار الكشف عن المرحلة المقبلة من المشروع.
