وول ستريت تعول على التقلبات العالية للبيتكوين لمنح مكافآت نهاية العام

المصدر: Jeff Park، مستشار Bitwise

الترجمة: Moni، Odaily

 

في غضون ستة أسابيع فقط، تبخرت قيمة سوق bitcoin بمقدار 500 billions دولار، مع تدفقات خارجة من صناديق ETF، وخصم في Coinbase، وعمليات بيع هيكلية، وتصفية مراكز الشراء ذات الوضعية السيئة، وكل ذلك دون وجود محفز واضح يدفع السوق للارتداد. علاوة على ذلك، لا تزال المخاوف المستمرة مثل بيع الحيتان، وخسائر صانعي السوق الكبيرة، ونقص السيولة الدفاعية، والتهديد الوجودي الناجم عن أزمة الكم، تشكل عائقًا أمام تعافي bitcoin السريع. ومع ذلك، خلال هذا الهبوط، كان هناك سؤال واحد يطارد المجتمع باستمرار: ماذا حدث لتقلب bitcoin؟

في الواقع، آلية تقلب bitcoin قد تغيرت بهدوء.

على مدى العامين الماضيين، كان هناك اعتقاد شائع بأن صناديق ETF قد "روّضت" bitcoin، وكبحت تقلباته، وحولت هذا الأصل الذي كان حساسًا للغاية للاقتصاد الكلي إلى أداة تداول تخضع لرقابة المؤسسات وآليات كبح التقلبات. لكن إذا ركزت على الستين يومًا الماضية، ستجد أن الوضع ليس كذلك، ويبدو أن السوق عاد إلى حالة التقلب السابقة.

عند مراجعة التقلب الضمني للبيتكوين خلال السنوات الخمس الماضية، يمكن ملاحظة أن هناك قممًا واضحة لهذا المؤشر:

القمة الأولى (وهي الأعلى) حدثت في مايو 2021، عندما تعرض تعدين bitcoin لضربة قوية، مما أدى إلى ارتفاع التقلب الضمني إلى 156%؛

القمة الثانية حدثت في مايو 2022، بسبب انهيار Luna/UST، حيث بلغت الذروة 114%؛

القمة الثالثة حدثت بين يونيو ويوليو 2022، عندما تمت تصفية 3AC؛

القمة الرابعة حدثت في نوفمبر 2022، مع انهيار FTX.

منذ ذلك الحين، لم يتجاوز تقلب bitcoin نسبة 80%. وأقرب مرة وصل فيها إلى 80% كانت في مارس 2024، عندما شهدت صناديق ETF للبيتكوين تدفقات مستمرة لمدة ثلاثة أشهر.

إذا نظرت إلى مؤشر تقلب bitcoin (vol-of-vol index)، ستلاحظ نمطًا أكثر وضوحًا (هذا المؤشر هو في الأساس المشتقة الثانية للتقلب، أو سرعة تغير التقلب نفسه). تظهر البيانات التاريخية أن أعلى قيمة لهذا المؤشر حدثت خلال انهيار FTX، حيث قفز إلى حوالي 230. ومع ذلك، منذ بداية 2024 وبعد الموافقة التنظيمية على صناديق ETF، لم يتجاوز مؤشر تقلب bitcoin مستوى 100، واستمر التقلب الضمني في الانخفاض بغض النظر عن حركة السعر الفوري. بعبارة أخرى، يبدو أن bitcoin لم يعد يظهر سلوك التقلب العالي المميز الذي كان موجودًا قبل إطلاق صناديق ETF.

لكن، خلال الستين يومًا الماضية، حدث تغيير حيث ارتفع تقلب bitcoin لأول مرة منذ عام 2025.

انظر إلى الرسم البياني أعلاه ولاحظ تدرج الألوان (من الأزرق الفاتح إلى الأزرق الداكن يمثل "قبل عدة أيام"). عند تتبع الحركة الأخيرة، ستلاحظ فترة زمنية قصيرة ارتفع فيها مؤشر تقلب bitcoin الفوري إلى حوالي 125 (بتوقيت UTC+8)، بينما كان التقلب الضمني في ارتفاع أيضًا. في ذلك الوقت، بدا أن مؤشرات تقلب bitcoin تشير إلى احتمال حدوث اختراق في السوق، خاصة وأن التقلب كان مرتبطًا إيجابيًا بسعر السوق الفوري سابقًا. لكن، على عكس التوقعات، لم يرتفع السوق بل انعكس وانخفض.

والأكثر إثارة للاهتمام، أنه حتى مع انخفاض السعر الفوري، استمر التقلب الضمني (IV) في الارتفاع. منذ عصر صناديق ETF، كان من النادر أن ينخفض سعر bitcoin بينما يستمر التقلب الضمني في الارتفاع. يمكن القول إن هذه المرحلة قد تكون نقطة تحول مهمة أخرى في نمط تقلب bitcoin، أي أن التقلب الضمني للبيتكوين عاد إلى ما كان عليه قبل ظهور صناديق ETF.

لفهم هذا الاتجاه بشكل أفضل، استخدمنا مخطط الانحراف (skew chart) لمزيد من التحليل. خلال فترات الانخفاض الحاد في السوق، عادة ما يرتفع انحراف خيارات البيع بسرعة — كما يمكن ملاحظته في الأحداث الثلاثة الكبرى المذكورة سابقًا، حيث وصل الانحراف إلى -25%.

لكن النقطة الأكثر إثارة للاهتمام ليست انحراف السوق أثناء الهبوط، بل ما حدث في يناير 2021، عندما تجاوز انحراف خيارات الشراء ذروته +50%. في ذلك الوقت، شهد bitcoin آخر "ضغط جاما ضخم" حقيقي في السنوات الأخيرة: ارتفع سعر bitcoin من 20,000 دولار إلى 40,000 دولار، متجاوزًا أعلى مستوى تاريخي لعام 2017، مما أدى إلى تدفق متتبعي الاتجاه، CTA وصناديق الزخم، وانفجار في التقلب الفعلي، واضطر المتداولون إلى شراء العقود الفورية/الآجلة للتحوط من مخاطر جاما لمراكزهم القصيرة، مما أدى بدوره إلى رفع الأسعار — وكانت هذه أيضًا المرة الأولى التي شهد فيها Deribit تدفقات قياسية من الأموال التجزئة، حيث اكتشف المتداولون قوة خيارات الشراء خارج نطاق المال.

من التحليل، يتضح أن مراقبة تغيرات مراكز الخيارات أمر بالغ الأهمية. في النهاية، كانت مراكز الخيارات — وليس التداول الفوري فقط — هي التي أدت إلى التحركات الحاسمة التي دفعت سعر bitcoin إلى مستويات قياسية جديدة.

مع ظهور "نقطة التحول" في اتجاه تقلب bitcoin مرة أخرى، فهذا يشير إلى أن الأسعار قد تعود لتكون مدفوعة بالخيارات. إذا استمر هذا التحول ، فإن موجة الارتفاع التالية للبيتكوين لن تأتي فقط من تدفقات صناديق ETF، بل ستأتي أيضًا من سوق متقلب (مع دخول المزيد من المستثمرين بحثًا عن الربح من التقلب)، لأن السوق أدرك أخيرًا الإمكانات الحقيقية للبيتكوين.

حتى 22 نوفمبر 2025، كانت أكبر خمسة صفقات من حيث القيمة الاسمية للعقود المفتوحة بالدولار على منصة Deribit كما يلي:

1. خيار بيع بقيمة 85,000 دولار يستحق في 26 ديسمبر 2025، بحجم عقود مفتوحة يبلغ 1 billions دولار؛

2. خيار شراء بقيمة 140,000 دولار يستحق في 26 ديسمبر 2025، بحجم عقود مفتوحة يبلغ 950 millions دولار؛

3. خيار شراء بقيمة 200,000 دولار يستحق في 26 ديسمبر 2025، بحجم عقود مفتوحة يبلغ 720 millions دولار؛

4. خيار بيع بقيمة 80,000 دولار يستحق في 28 نوفمبر 2025، بحجم عقود مفتوحة يبلغ 660 millions دولار؛

5. خيار شراء بقيمة 125,000 دولار يستحق في 26 ديسمبر 2025، بحجم عقود مفتوحة يبلغ 620 millions دولار.

بالإضافة إلى ذلك، حتى 26 نوفمبر، كانت أكبر عشرة مراكز خيارات لمنتج IBIT من BlackRock كما يلي:

يتضح من ذلك أن الطلب على تخصيص الخيارات قبل نهاية العام (من حيث القيمة الاسمية) أكبر من الطلب على تخصيص الخيارات (من حيث القيمة الاسمية)، كما أن نطاق أسعار التنفيذ للخيارات يميل أكثر إلى الخيارات خارج نطاق المال.

إذا نظرنا عن كثب إلى الرسم البياني لتقلب bitcoin الضمني لمدة عامين، سنجد أن الطلب المستمر على التقلب خلال الشهرين الماضيين يشبه إلى حد كبير الاتجاه الذي شوهد بين فبراير ومارس 2024. يجب أن يتذكر الكثيرون أن هذه كانت فترة الارتفاع الحاد المدفوع بتدفقات صناديق ETF للبيتكوين. بعبارة أخرى، تحتاج وول ستريت إلى بقاء bitcoin متقلبًا لجذب المزيد من المستثمرين، لأن وول ستريت صناعة قائمة على الاتجاه، وهم يحبون تعظيم الأرباح قبل توزيع المكافآت في نهاية العام.

التقلب، مثل آلة ذاتية الدفع للمصالح.

بالطبع، من السابق لأوانه القول ما إذا كان التقلب قد شكل اتجاه اختراق بالفعل وما إذا كانت تدفقات صناديق ETF ستتبع ذلك، أي أن السعر الفوري قد يستمر في الانخفاض. ومع ذلك، إذا استمر السعر الفوري في الانخفاض من مستواه الحالي بينما يرتفع التقلب الضمني (IV) خلال هذه الفترة، فسيكون ذلك مؤشرًا أقوى على احتمال حدوث ارتداد كبير في الأسعار، خاصة في بيئة "خيارات لزجة" حيث لا يزال المتداولون يميلون إلى شراء الخيارات. ولكن إذا استمر البيع وتوقف التقلب أو حتى انخفض، فإن الطريق للخروج من منطقة الهبوط سيصبح أضيق بكثير، خاصة إذا أدت عمليات البيع الهيكلية الأخيرة إلى سلسلة من التأثيرات الخارجية السلبية. في هذه الحالة، سيكون السوق أقرب إلى تشكيل اتجاه سوق هابطة محتمل بدلاً من البحث عن نقطة ارتداد.

الأسابيع القليلة القادمة ستكون مثيرة للاهتمام.

 

قراءة موصى بها:

إعادة كتابة سيناريو عام 2018، هل نهاية إغلاق الحكومة الأمريكية = ارتفاع جنوني في سعر bitcoin؟

تبخر 1 billions دولار من العملات المستقرة، ما هو السبب الحقيقي وراء سلسلة انفجارات DeFi؟

مراجعة حادثة ضغط MMT: لعبة جمع الأموال المصممة بعناية