أعلنت شركة “غالاكسي ديجيتال” عن افتتاح مكتب جديد وإنشاء كيان مُنظّم ضمن سوق أبوظبي العالمي، ما يُمثّل توسعاً هاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيتولى إدارة المكتب الجديد، الكائن في قلب سوق أبوظبي العالمي، العضو المنتدب بشرى دروزة، التي ستقود النمو الإقليمي بالاستفادة من خبرة غالاكسي العالمية في مجال الأصول الرقمية، وبنية مراكز البيانات، والخدمات المؤسسية.
وبحسب السيدة دروزة، يُعدّ الشرق الأوسط اليوم من أكثر المناطق المالية تأثيراً، إذ يضم مستثمرين متمرسين، وصناديق سيادية، ومشاريع بنية تحتية رقمية سريعة النمو. ويُمكّن إنشاء مكتب دائم في سوق أبوظبي العالمي شركة غالاكسي من تقديم دعم أفضل لعملائها من المؤسسات، وشركائها، وشركات محفظتها الاستثمارية في منطقة تساهم بشكل متزايد في تشكيل اتجاهات الأصول الرقمية العالمية.
وأشار مايك نوفوغراتز، مؤسس شركة غالاكسي ورئيسها التنفيذي، إلى أن هذا التوسع يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والابتكار، مؤكداً التزام غالاكسي تجاه المنطقة، وجاذبية سوق أبوظبي العالمي المتزايدة كمركز مُنظّم لعمليات الأصول الرقمية.
أسبوع أبوظبي للتمويل 2025: زخم التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية في الإمارات
لم يأتِ إعلان شركة غالاكسي بمعزل عن غيره، إذ تزامن مع موجة أوسع من التطورات في مجال التمويل الرقمي والتكنولوجيا المالية التي عُرضت خلال أسبوع أبوظبي للتمويل 2025. فقد شهد اليوم الثالث من الفعاليات تنظيم “التكنولوجيا المالية في أبوظبي” ومؤتمر “ريزولف 2025″، اللذان جمعا قادة عالميين في مجالات التمويل والتكنولوجيا والقانون وتسوية المنازعات لاستكشاف الجيل القادم من الخدمات المصرفية، والترميز، والعملات المستقرة، والأصول الرقمية، والتمويل القائم على الذكاء الاصطناعي، وتبني المؤسسات للبنية التحتية القائمة على الأصول الرقمية.
وعلى المنصة الرئيسية، تناول كبار المسؤولين التنفيذيين من كبرى شركات التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية العالمية مواضيع بالغة الأهمية، بدءًا من الائتمان الرقمي والابتكار التنظيمي وصولًا إلى العملات المستقرة والتحول المصرفي. ومن بين المتحدثين البارزين: برايان أرمسترونج، الرئيس التنفيذي لشركة كوين بيس؛ وجيريمي ألاير، الرئيس التنفيذي لشركة سيركل؛ وريتشارد تينج، الرئيس التنفيذي لشركة باينانس؛ وجينيفر جونسون، الرئيسة التنفيذية لشركة فرانكلين تمبلتون؛ وأنتوني سوهو، الرئيس التنفيذي لشركة موني جرام؛ وأمبرين موسى، الرئيسة التنفيذية لشركة ريفولوت في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث شارك الجميع رؤاهم حول مستقبل التمويل الرقمي المنظم، وتبني المؤسسات له، وتأثير التكنولوجيا المالية العالمية.
وقد أكدت المنتديات المتوازية، مثل منتدى بلوكتشين أبوظبي، ومنتديات المخاطر والبنية التحتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وجلسات “حوارات العملات المستقرة” و”مائدة مستديرة لقادة الويب 3″ المغلقة، على السعي نحو وضوح تنظيمي منسق، وبنية تحتية مؤسسية، وأطر قانونية مصممة خصيصًا للأصول الرقمية.
كما شهد أسبوع أبوظبي للتمويل مجموعة واسعة من مذكرات التفاهم والشراكات بين جهات فاعلة محلية وعالمية، مما يعكس تدفقات رأس المال، والتعاون عبر الحدود، وبناء منظومة متكاملة، وكل ذلك تحت شعار “هندسة رأس مال رأس المال”.
كيف يندمج دخول “غالاكسي” في العصر الجديد للتمويل في أسبوع أبوظبي المالي؟
إن تزامن افتتاح مكتب غالاكسي في سوق أبوظبي العالمي مع الإعلانات المهمة في مجال التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية ليس مجرد صدفة، بل يعكس استراتيجية متكاملة ناشئة. فمع تسليط الضوء على أطر عمل التوكنة والعملات المستقرة وتنظيم الأصول الرقمية، يمنح وجود شركة غالاكسي الخاضع للتنظيم ضمن سوق أبوظبي العالمي قاعدة متوافقة لتقديم خدمات تتناسب مع هذا المناخ التنظيمي الناشئ.
وبينما تستكشف المؤسسات المالية التقليدية والبنوك العريقة من خلال أسبوع أبوظبي للتمويل الخدمات المصرفية الرقمية والذكاء الاصطناعي والتوكنة، تمثل غالاكسي جسراً يربط بين البنية التحتية لمراكز البيانات، وتداول الأصول الرقمية، وخدمات الحفظ، لخدمة كلٍ من شركات التكنولوجيا المالية الرائدة والقطاع المالي التقليدي الذي يتكيف مع العصر الجديد.
وقد يُسهم نظام مذكرات التفاهم والشراكات في أسبوع أبوظبي للتمويل، إلى جانب الانتشار العالمي لـ “غالاكسي”، في خلق أوجه تآزر تُسهّل تدفقات رأس المال والاستثمارات العابرة للحدود، وتبني المؤسسات للبنية التحتية للأصول الرقمية.
ويُعزز توسع غالاكسي، إلى جانب زخم الابتكار الذي تجلى في أسبوع أبوظبي للتمويل، سمعة سوق أبوظبي العالمي كمركز رائد ومنظم للأصول الرقمية والتكنولوجيا المالية وتقنيات الويب 3، مما يساعد على جذب المزيد من الشركات والمواهب والمستثمرين.
رؤية أوسع: دلالات ذلك على المستقبل
تشير هذه التطورات مجتمعةً إلى تحوّل في كيفية ترسيخ التمويل الرقمي في الشرق الأوسط، إذ تسعى دولة الإمارات، من خلال سوق أبوظبي العالمي وفعاليات مثل أسبوع أبوظبي للتمويل، إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رئيسي للأصول الرقمية، والترميز، والتكنولوجيا المالية، والخدمات المصرفية من الجيل الجديد. كما تُرسّخ المؤسسات المالية مثل غالاكسي وجودها في المنطقة، ما يُشير إلى استثمارات استراتيجية طويلة الأجل، وليست مجرد مشاريع مضاربة أو قصيرة الأجل.
ويُمكن أن يُسهم وضوح البيئة التنظيمية، وجاهزية البنية التحتية، ومراكز الابتكار، وتوافق رؤوس الأموال العالمية، في خلق بيئة متكاملة تتعايش فيها الأصول الرقمية والبنية التحتية للبلوكتشين، والتمويل التقليدي، وتتعاون فيما بينها.
وبهذا المعنى، يُعدّ وصول غالاكسي إلى سوق أبوظبي العالمي مؤشراً وحافزاً في آنٍ واحد: مؤشراً على أن شركات الأصول الرقمية العالمية تراهن على أبوظبي، وحافزاً قد يُسرّع من تبنّي هذه التقنيات على مستوى المؤسسات، وإقامة الشراكات، وتحقيق النمو في جميع أنحاء المنطقة.


