تشهد سوق الأصول الرقمية طفرة غير مسبوقة، حيث سجلت صناديق التداول الفورية تدفقات قياسية بلغت 5.95 مليار دولار أميركي عالميًا خلال أسبوع واحد فقط، ما ساهم في دفع البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. ووفقًا لبيانات CoinShares، تجاوزت العملة الأكبر في العالم ذروتها السابقة في أغسطس، لتصل في 5 أكتوبر إلى مستوى غير مسبوق عند 126,223 دولارًا أميركيًا، موسعة مكاسبها بشكل لافت مع بداية الأسبوع.
أما من حيث توزيع التدفقات، فقد تصدرت الولايات المتحدة القائمة بحصة بلغت 5 مليارات دولار أميركي، تلتها سويسرا بـ 563 مليون دولار، ثم ألمانيا بـ 312 مليون دولار، حيث تمكنت الأخيرة من تسجيل أرقام قياسية جديدة. وفي التفاصيل، استقطبت البيتكوين وحدها 3.55 مليار دولار، بينما حظي الإيثيريوم بـ 1.48 مليار دولار، في حين جذبت عملتا سولانا وريبل 706.5 مليون دولار و219.4 مليون دولار على التوالي.
ويأتي هذا الصعود للبيتكوين في وقت يشهد فيه الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، ارتفاعًا قياسيًا أيضًا. إذ يدفع ضعف الدولار الأميركي، إلى جانب حالة عدم اليقين التجاري والمخاوف الاقتصادية العالمية، المستثمرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية. وفي هذا السياق، أشار جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في “كوين شيرز”، إلى أن “هذا المستوى من الاستثمار يعكس الاعتراف المتزايد بالأصول الرقمية كخيار بديل في أوقات الاضطراب”.
وفي إطار التوقعات المستقبلية، يرى دويتشه بنك أن البيتكوين قد يظهر في الميزانيات العمومية لمعظم البنوك المركزية بحلول عام 2030، ليقف جنبًا إلى جنب مع الذهب كأحد أهم أدوات الاحتياطيات. ويُعزى هذا الارتفاع في قيمة العملات الرقمية خلال العام الجاري إلى مزيج من العوامل، أبرزها السياسات الأكثر دعمًا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى الإقبال المتنامي من قبل المستثمرين المؤسسيين، فضلاً عن تعمق اندماج البيتكوين مع الأسواق المالية العالمية.
